يشهد مجال التعليم عن بُعد تطورات متسارعة على المستوى المعلوماتي، قد تؤدي قريبا إلى إدخال تعديلات جوهرية على مفاهيم التعليم. وتلعب الأدوات التكنولوجية الحديثة دورا لافتا كونها باتت أكثر من أي يوم مضى مرافقة للإنسان في مختلف أوجه حياته اليومية. فالكومبيوتر المنزلي يحقق انتشارا واسعا ومعه الكومبيوتر المحمول، واليهما يضيف الخليوي (الذكي) Smart Mobile بُعدا آخر إلى وسائل الاتصالات القادرة على تشغيل التطبيقات المعلوماتية مثل برامج تحرير النصوص والجداول واستعراض الأفلام وسواها. إلى ذلك باتت الاتصالات اللاسلكية أيضا من العوامل الداعمة للتعليم من بُعد، ذلك أنها أضافت نقطة اتصال متحركة يمكن استخدامها كبوابة لتبادل المعلومات مع المؤسسات التعليمية. لكن كيف دخلت التكنولوجيا المعلوماتية إلى هذا المجال؟ وما الأدوات والأساليب الجديدة التي أدخلتها إلى عملية التعليم؟
التعليم الإلكتروني
يعرّف الخبراء (التعليم من بُعد) بأنه أي احداث للتعلّم أو تسهيل للتعلم من دون وجود طالب العلم في مواجهة المعلّم مباشرة أو بشكل جزئي، أي من دون ان يتعرف المعلم على الطالب أو اقتصار العلاقة على لقاءات محدودة. وبحسب (هورتن وهورتن) Horton&Horton 2003 فإن التعليم الالكتروني هو: (أي استخدام لتقنية الانترنت لإحداث التعلم). ويعرّف (هندرسن) Henderson 2002 التعليم الالكتروني بأنه التعلم عن بُعد باستخدام الكومبيوتر.
ولتمييز التعليم الالكتروني عن التعليم من بُعد، والتعليم باستخدام الانترنت، يمكن تعريف التعليم الالكتروني بأنه استخدام برامج إدارة نظم التعلّم والمحتوى عبر الانترنت، وفق معايير محددة (مثل معاييرSCORM, IMS, IEEE) الخاصة بالتعليم.
وعندما بدأت المعلوماتية باستعراض عضلاتها عبر الإنترنت دخلت هذه القناة الاتصالية مباشرة الى مخططات المؤسسات المتخصصة بالتعليم عن بعد كونها شكلت أسرع وأفعل وسيلة للتعليم عن بعد منذ اختراع التلفزيون. ومن هذه المحطة المهمة ظهر مفهوم جديد في التعليم يدعى (التعلم المرن).
وأطلق على التعلم عبر الإنترنت وصف (المرن)، لأنه منح المتعلم القدرة على التعلم وفقا للظروف التي يود مراعاتها. كذلك دُعي هذا التعلّم بالمرن لأنه يتيح ضبط سرعة التعلّم. فمع برامج الإنترنت يستطيع المتعلم ان يحدد الأوقات التي تلائمه. ومن هذه الأرضية ظهرت مفردات جديدة مثل (التعلم المفتوح) Open Learning و(التعلم من بُعد) Remote Learning و(التعلّم الإلكتروني) Electronic Learning.
وبناء على هذه الأساليب الكثيرة تحت السقف التكنولوجي الواحد دخل العالم في رحاب التعلّم السهل والمتواصل. ويرتكز التعليم عن بُعد على وجود طرَفي اتصالات موصولين بكومبيوتر سواء كان جهازاً منزلياً على طاولة أو جهازاً محمولاً أو حتى جهاز رقمي يستطيع تلقي المعلومات وإرسالها.
وثمة مجموعة وسائط تُستخدم مع الكومبيوتر مثل الأقراص المدمجة أو ال DVD والملفات على اختلاف (أنساقها) Formats والبريد الإلكتروني وسواها من التطبيقات الإلكترونية.
أنواع التعليم الالكتروني
يقسّم الخبراء التعليم الإلكتروني الى ثلاثة انواع: المتزامن، واللامتزامن والمدمج. الأول وهو (التعليم الإلكتروني المتزامن) Synchronou يجمع المعلم والمتعلم عبر الاتصال سواء بالحديث الإلكتروني المباشر Chat أو الفيديوي عبر الكومبيوتر. أما التعليم الإلكتروني اللا متزامن Asynchronous فهو اتصال بين المعلم والمتعلم يمكّن المعلم من وضع مصادر مع خطة تدريس وبرنامج تقييمي على الموقع التعليمي، ثم يدخل الطالب الموقع في أي وقت ويتبع إرشادات المعلم في إتمام التعلم من دون أن يكون هناك اتصال متزامن مع المعلم. ويتم التعليم الإلكتروني باستخدام النمطين في الغالب. اما (التعليم المدمج) Blended Learning فيشمل مجموعة من الوسائط المصممة لتتمم بعضها بعضا والتي تعزز التعلم وتطبيقاته. وبرنامج (التعلم المدمج) يمكن أن يشمل عدداً من أدوات التعلم، مثل برمجيات التعلم التعاوني الافتراضي الفوري، المقررات المعتمدة على الإنترنت، ومقررات التعلم الذاتي، وأنظمة دعم الأداء الإلكترونية، وإدارة نظم التعلم. يمزج (التعلم المدمج) كذلك عدة أنماط من التعليم تتضمن التعلم في الفصول التقليدية التي يلتقي فيها المعلم مع الطلاب وجها لوجه، والتعلم الذاتي، وفيه مزج بين التعلم المتزامن وغير المتزامن.
أدوات الطالب الإلكتروني
أول المطالب الأساسية في التعلم الإلكتروني: خط هاتفي ثابت أو خليوي، وعبر خط الاتصال سيتمكن الطالب من وصل أي نوع من أجهزة الكومبيوتر الى شبكة الإنترنت. بعدها يجب الحصول على مجموعة برامج تمكن من استقبال المواد التعليمية وإرسال الواجبات المنزلية. قد يحتاج الطالب الى طابعة ليتمكن من طبع المستندات أو أي أوراق أخرى يود الاحتفاظ بها على الورق. وربما تنشأ حاجة لشراء (ماسحة ضوئية) Scanner لنقل أي مطبوعات الى الوسط الرقمي، وخصوصا فيما يتعلق بالصور أو الجداول المطبوعة. واذا كان الاختصاص الذي يدرسه الطالب له علاقة بالرسومات والصور سيضطر الى استخدام احد برامج التعامل مع الصور مثل الفوتوشوب وشراء كاميرا رقمية. ولحرية أوسع في الاحتفاظ بالمواد الرقمية سيكون الحصول على (ذاكرة محمولة) المعروفة ب (فلاش ميموري) Flash Memory أمرا مسهلا وعمليا