اتضح من الأبحاث العلمية الأخيرة ان الأشجار أقدم الكائنات الحية على ظهر الأرض, ويرجع تاريخها إلى 13 ألف سنة خلت.
بدأ نمو الأشجار للمرة الأولى في العصر الجليدي قبل أن يبدأ الإنسان الزراعة وينشئ أول المدن في الهلال الخصيب بمنطقة الشرق الأوسط بوقت طويل, وبلغ عمر الأشجار آلافاً عدة من السنين قبل أن يقوم قدماء المصريين ببناء الأهرامات العظيمة.
أول الأشجار التي نمت على ظهر البسيطة, البلوط,
وكان الجليد في ذلك الوقت يغطي سطح الأرض, ونما البلوط على سفوح الجبال والتلال جنوب كاليفورنيا, وظل على هذا النحو لمدة 13 ألف سنة على الأقل, ما جعل البلوط أقدم الكائنات الحية على ظهر الأرض.
وظلت أنواع هذا الشجر في التطور والتكيف مع الظروف البيئية والمناخية المحيطة, وراح يقاوم الرياح العاتية والعواصف الهوجاء وحالات القحط, والمطر الغزير أيضاً. وما نراه من أشكال تلك الأشجار وأنواعها المختلفة بما تحمله من خواص ومزايا معينة.
واستطاعت أنواع من هذه الأشجار البقاء على قيد الحياة في مختلف الأجواء وفي ظل ظروف مناخية متقلبة ومتغيرة.
ويكفي ان هذه الأنواع باقية وصامدة ومستمرة في النمو في الأرض الطينية السوداء في الوديان والمناطق الرملية وبين جلاميد الصخور. وبرغم وجود أنواع مختلفة من هذه الأشجار إلا أنها تتفق في ما بينها في نقطة أساسية وهي تشابه الحمض النووي DNA ما يعني ان أساس هذه الشجرة واحد.
ويرى العلماء ان الأشجار بدأت الحياة في أجواء أكثر برودة في أواخر العصر الجليدي Ice Age ويبدو - كما يقولون - ان هذه الشجرة هي بقايا نباتات أخرى أقل حجماً وصلابة سادت لفترة زمنية طويلة في العصر الجليدي في الوديان الداخلية إلى أن بادت في النهاية لتفسح المجال أمام أشجار البلوط التي صمدت وتطورت وارتقت إلى أن وصلت إلى أحجامها وأنواعها وخواصها الحالية. وأذا صحت النتائج التي توصل إليها العلماء أخيراً من ان شجرة البلوط أقدم الأشجار ويرجع تاريخها إلى ثلاثة عشر ألف سنة .